اندلاع اشتباكات في اليونان بشأن حادث تمزيق مصحف

السبت 23 مايو

أطلقت شرطة مكافحة الشغب اليونانية قنابل الغاز لتفريق مئات من المسلمين الذين قذفوها بالعصي والحجارة أمام البرلمان أمس الجمعة أثناء احتجاجات بشأن ما قالوا إنه تمزيق شرطي يوناني مصحفا.

وقال اتحاد مسلمي اليونان إنه خلال قيام الشرطة بعمليات تفتيش في مقهى مملوك لسوري يوم الأربعاء أخذ ضابط مصحفا خاصا بأحد الزبائن ومزقه وألقاه على الارض وداس عليه.
وقالت الشرطة إنها فتحت تحقيقا داخليا.

فسار حوالي 1500 مسلم في شوارع أثينا للاحتجاج على الحادث، وهم يهتفون "الله أكبر"، حاملين لافتات كتب عليها "ارفعوا أيديكم عن المهاجرين".

وقال ضابط شرطة إن المحتجين "بدأوا القاء الحجارة والعصي على الشرطة التي تحرس البرلمان، فرد الضباط بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت."

وانتزع المحتجون أحجار الأرصفة وحطموا واجهات حوالي عشرة متاجر وألحقوا أضرارا بالعديد من السيارات وتركوا بعضها مقلوبا في وسط الشوارع. كما حطموا أيضا محطات حافلات وإشارات مرورية، بينما هرول السياح المذهولون إلى الفنادق في ميدان "سينداجما" بوسط المدينة طلبا للحماية.

وقالت الشرطة إنها اعتقلت 46 محتجا.
وقد أصيب سبعة مسلمين وسبعة رجال شرطة آخرين ونقلوا للمستشفى للعلاج.
وذكر بيان للشرطة أن أضرارا لحقت بنحو 75 سيارة وخمسة متاجر وأحد المصارف.

وقال مهاجر مصري غير شرعي يبلغ من العمر 30 عاما عرف نفسه باسم سعيد "نريد أن نعيش هنا في سلام.. لا نريد مشاكل لكننا نريد أن يعاقب رجل الشرطة."

وهذه هي المظاهرة الثانية منذ الواقعة. وكان ألف مهاجر بينهم كثيرون من سوريا وباكستان وأفغانستان قد قاموا بمسيرة إلى ميدان "أومونيا" بوسط العاصمة يوم الخميس وحطموا العديد من واجهات المتاجر وخمس سيارات.

وقال اتحاد مسلمي اليونان الذي يمثل آلاف المهاجرين في أثينا إنه رفع دعوى قضائية ضد رجل الشرطة الذي لم تكشف هويته.

وقال رئيس الاتحاد نعيم الغندور لرويترز "أبلغتنا الشرطة أنها تريد مزيدا من الوقت للتحقيق الداخلي لذلك مضينا قدما ورفعنا دعوى."

وقال نائب وزير النظام العام إن الحادث فردي وإنه لا يبرر هذا الانفجار العنيف للمهاجرين.

وأردف قائلا في بيان: "ندعو المهاجرين الاقتصاديين الذين يعيشون في اليونان إلى احترام سيادة القانون، ونشير إلى أن الدولة لن تسمح بمثل هذا السلوك المتطرف."

ومن المعروف أن آلاف المهاجرين -بينهم كثيرون من دول إسلامية- يصلون إلى اليونان بصورة غير شرعية كل عام بحثا عن حياة أفضل في الغرب. ونتيجة لوقوعهم في مأزق قانوني لا تكون لأغلبهم وظائف ويعيشون في ظروف سيئة، وغالبا ما يعتقلون بتهم ارتكاب جرائم صغيرة.

وقد هاجم أعضاء بجماعة يمينية بعض المهاجرين في أثينا يوم التاسع من مايو مما أدى إلى نقل ثلاثة منهم على الأقل إلى المستشفى.
وتتهم جماعات حقوقية اليونان التي تقطنها أغلبية مسيحية أرثوذكسية بعدم بذل ما يكفي لحماية المهاجرين.

وقالت اليونان إن عبء كونها نقطة الدخول الرئيسية للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا أكبر من أن تتحمله بمفردها، وطلبت المساعدة من شركائها في الاتحاد الأوروبي.

"رويترز" :pale: