إيقاظ الإيمان

*********

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

سيدنا مـــــحـــمـــد وعلى آله وصحبه أجمعين ..... وبعد


إيـــقــاظ الإيـــمــان

***********

ان كلمة الإيمان تدل على أعمال قلبية ، خاصة إذا ما ذكرت مع الإسلام

وقد روى الفاروق عُمَرُ بن الخطاب .. رضى الله عنه.. قال : فأخبرنى عن الإيمان

"قال " ان تؤمن بالله ــ وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره


الناس يتفاوتون فى قوة الإيمان

*****

بعض الناس إيمانه قوى ، والبعض منهم إيمانه ضعيف ، قال ابو سعيدٍ : سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم .. يقول " من راى منكم مُنْكَرٍا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه

فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان"يتفاوت الناس فى قوة الإيمان




إيمان الفرد قد يزيد ، وقد ينقص

*****

والفرد الواحد من الناس يتفاوت إيمانه من حال الى حال ، قد ينقص إيمانه الفرد ان تلبس بأحوال المعاصى

وقد يزيد إيمانه ان انخرط فى احوال من الطاعة " فعن حنظلة الأسيدى ـــ وكان من كُتّابِ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم

قال : لقينى ابو بكر فقال : كيف انت يا حنظلة ؟ قال قلت : نافق حنظلة ، قال : سبحان الله ، ما تقول ؟ قال

قلت : نكون عند رسول الله : صلى الله عليه وسلم .. يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا وأى عين، فإذا

خرجنا من عند رسول الله : خالطنا ولاعبنا الأزواج والأولاد فنسينا كثيراً ، قال ابو بكر :

فوالله انا لنلقى مثل هذا ، فانطلقت انا وابو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه

قلت : نافق حنظلة يا رسول الله ، فقال نبيى الرحمه صلوات ربى وسلامه عليه : " وما ذاك " قلت

يا رسول الله : نكون عندك وتذكرنا بالنار والجنة ، حتى كانا راى عين ، فإذا خرجنا من عندك

خالطنا ولاعبنا الأزواج والأولاد ، والضيعات نسينا كثيراً ، فقال : الرحمه المهداه

والذى نفسي بيده ، ان لو تدومون على ما تكونون عندى وفى الذكر ، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفى

طرقكم ، ولكن يا حنظله ، ساعة وساعة " ثلاث مرات



...البعض إيمانه يقظ والبعض إيمانه مخدر

*****
الإيمان عمل نفسى يبلغ اغوار ويحيط بحواسها كلها ، من إدراك ووجدان وإرادة

فالايمان يقنع العقل ويطمئنه ، هذا اذا نفذت العقيدة الى الذهن والإدراك او الى العقل لتنيره بنور الوحى

وبهذا يتحقق يقين جازم ومعرفة تفهم بها حقائق الوجود..والإيمان يهز القلب ويحركه ،

فحين تنفذ العقيدة الى القلب والوجدان تثمر المعرفة إذعاناً ورضا وتسليماً

والإيمان يدفع الإرادة ويوجهها ، فحين تتضافر انوار العقل مع حرارة الوجدان تستجيب الجوارح

وتندفع الى العمل ، فى استجابة تشبه استجابة الرعية للراعى الصالح

هذا هو الإيمان اليقظ القوى ، اما ايمان الذين لا ينزلون على حكم الله سبحانه وتعالى

ولا يعملون بمقتضاه ، فهو ايمان نائم مخدر


نوافذ إيقاظ الإيمان سبع
****

تدبر القرآن الكريم هو سبيل الأول او النافذة الأولى لإيقاظ الإيمان ، وقد حثنا الله على تدبر القرآن : فقال عز وجل

{ افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}

"وقال تعالى :: " افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها

والتفكر فى خلق الله نافذة ثانيه ، فكما ان الله كتاباأ مقروءاً متلواً هو القرآن الكريم فإن له كتاباً منظوراً مشهوداً

وهو الكون المخلوق وقراءة صفحات هذا الكتاب تكون بعبادة التفكر ، وهذه العبادة ايضا توقظ الإيمان قال عز وجل

{ان فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولى الألباب *الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى

جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار }

ودراسة السنن والنواميس التى وضعها الله لحياة البشر نافذة ثالثة من نوافذ إيقاظ الايمان وقد طلب الله سبحانه ذلك

فقال الله تعالى " قد خلت من قبلكم سنن فسيروا فى الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين" وقال عز وجل

{ سنة الله التى قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً}

وتأمل نعم الله سبحانه وتعدادها نافذة رابعة من نوافذ ايقاظ الايمان فمعلوم ان نعم الله علينا لا تحصى ، ومقتضى هذا

اننا لو اخذنا فى تعدادها ما توقفنا عند حد الا ان البعض قد يصعب عليه ذكر مزيد من النعم ، وما ذلك الا لأنه تعود ان يرى الله فى امور

ولم يتعود ان يبحث عنه سبحانه وتعالى فى امور اخرى ولو تعود المرء ان يبحث عن الله عز وجل فى كل امر لشعر بصدق قوله

{وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفارً}

عند ذلك يستيقظ ايمان الانسان ويزيد هذا الايمان كما راى نعمة الله فى شىء لم يكن يلتفت اليه من قبل لذلك

فتأمل نعمة الله وتعدادها سبب من اسباب إيقاظ الايمان

والاستكثار من الشعائر والالتفات الى اسرارها نافذة خامسة من نوافذ ايقاظ الايمان

فنحن نعلم ان كل عمل يراد به وجه الله ويؤدى بما يرضيه عز وجل يكون عبادة ، لذلك تتعدى العبادة فى الاسلام

الشعائر الى المعاملات ، بل وحتى العادات ، الا ان الشعائر يبقى لها مذاقها الايمانى الخاص

حتى شاع إطلاق لفظ العبادات على الشعائر اكثر من غيرها ، ولكل شعيرة اسرار ومعانٍ دفينة

والاستكثار من هذه الشعائر ، والالتفات الى اسرارها والمواظبة عليها واداؤها بخشوع وحضور القلب سبب إيقاظ الإيمان

ومصارعة الباطل بالحق .نافذة سادسة من نوافذ ايقاظ الايمان ، فعندما يقف الانسان مناصرا للحق فإن اعتماده وتوكله

على الله يزيد ، وفى هذا إيقاظ لإيمان وزيادة فيه ، وكلما واجه المؤمن اهل الباطل مصراً على الحق كلما زاد ايمانه

وقد كان هذا شأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال عز وجل فى كتابه العزيز

{الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}

{وقال سبحانه وتعالى " ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا يمانا وتسليما

وتذكر الموت واحوال الاخرة .. نافذة سابعة من نوافذ إيقاظ الإيمان ، وقد بين رسول الله ذلك فعن ابى هريرة

قال زار النبى صلى الله عليه وسلم " قبر امه فبكى وابكى من حوله ، فقال " استأذنت ربى فى ان استغفر لها

فلم يؤذن لى واستأذنته فى ان ازور قبرها فأذن لى ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت " حديث مسلم



دورك العملى

************
ينبغى ان يعزم المرء منا على فتح نوافذ الايمان هذه دوريا، فلا يستغنى عن عبير اى منها وكلما فتح نافذه من هذه النوافذ ،

صاغ خاطرة عنها قد يكون هذه الخاطرة شفوية محفوظه وقد تكون مكتوبه او مسجله ولكى تزداد الاستفاد نجتهد طوال اليوم

الذى فتحنا فيه النافذة او طوال اليوم التالى له فى نقل هذه الخاطرة الى من نقابل قدر الامكان

فنقل هذه الخواطر للأهل ـــ والجيران ــــ وللزملاء والاصدقاء ـــ يفيد فى زيادة تفاعل قلوبنا بها

ثم انه يضيف الى ميزان حسنا تنا

ونسأل المولى عز وجل ان يرزقنا الاخلاص فى القول والعمل




وهذا ان كان من توفيق فمن الله وان كان من خطأ او نسان فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي الغالية ... مريم

ما شاء الله تبارك الرحمن الموضوع حقا مفيد

والاسلوب اكثر من رائع اما عن التنسيق فاللهم بارك

جزاكِ الله خيرا على موضوعك القيم نفع الله بك

والله تعالى أسأل أن يقوي ايماننا به

ويثبتنا على دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم



عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب

فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم "


كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأصحابه :

" هلموا نزداد إيمانًا "

وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : " اجلسوا بنا نزدد إيمانًا "

وكان يقول في دعائه : " اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهًا "



وكان عبد الله بن رواحه رضي الله عنه يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول :

"تعالوا نؤمن ساعة ، تعالوا فلنذكر الله ونزداد إيمانًا بطاعته ، لعله يذكرنا بمغفرته "

وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول :

" من فقه العبد أن يعلم أمزداد هو أو منتقص – أي من الإيمان

بارك الله فيكِ غاليتي ولا تحرمينا من موضوعاتك