مريم مشرف
: مشرفة منتدى - أصول الدعوة إلى الله/العقيدة الإسلامية على مذهب الحق عدد المساهمات : 75 نقاط : 27520 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 12/05/2009
| موضوع: منهج الرسل من غرس هذه العقيدة الخميس 28 مايو 2009, 9:07 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
**** الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الرحمه وامام الهدى وسيد البشر
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه
اما بعد منهج الرسل من غرس هذه العقيدة ***
كانت الرسل تعرض على الناس هذه العقيدة ، عرضاً كله السهوله والبساطة والمنطق
فتلفت أنظارهم إلى ملكوت السموات والأرض وتوقظ عقولهم
إلى التفكير فى آيات الله وتنبه فطرهم الى ما غرس فيها من شعور بالتدين
وإحساس بعالم وراء هذا العالم المادى
وعلى هذه السنن مضى رسول الله : صلوات الله وسلامه عليه : يغرس هذه العقيدة
فى نفوس أمته لافتاً الأنظار ، وموجها الأفكار ، وموقظاً العقول ، ومنبهاً الفطر
ومتعهداً هذا الغراس بالتربية والتنمية حتى بلغ الغاية من النجاح
وستطاع أن ينقل الأمة من الوثنية والشرك إلى عقيدة التوحيد
ويملأ قلوبها بالإيمان واليقين كما استطاع أن يجعل من اصحابه قادة فى الإصلاح وأئمة فى الخير
وأن يخلق جيلاً يعتز بالإيمان ،ويعتصم بالحق ، فكان هذا الجيل كالشمس للدنيا والعافية للناس
وقد شهد الله لهذا الجيل بالتفوق والامتياز :: فقال سبحانه عز وجل
(كنتم خير أُ مة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤ منونبالله )
ولقد بلغ الإيمان ببعض هؤلاء الصحابة إلى درجة قال فيها : لو كشف عنى الحجاب لما ازددت يقيناً
وفى حديث الحارث بن مالك الأنصارى : رضى الله عنه
ما يعطينا الصورة المشرقة لهذا الإيمان
فقد مر حارثة برسول الله : صلوات الله وسلامه عليه : فقال له الرسول
كيف اصبحت يا حارثة ؟
قال : أصبحت مؤمناً حقاً قال : انظر ماذا تقول ، فإن لكل شىء حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟
قال : عزفت نفسى عن الدنيا ، فأسهرت ليلى ، وأظمأت نهارى ،
وكأنى أنظر إلى عرش ربى بارزاً : وكأنى أنظر إلى أهل
الجنة يتزاورون فيها : وكأنى أنظر إلى أهل النار
يتضاغون فيها : فقال عرفت يا حارثة فالزم :: رواه الطبرانى بسند ضعيف
( الانحراف عن منهج الرسل وأثره )
ومنذ قامت دولة التوحيد على يدى خاتم أنبياء الله ورسله ، بقيت العقيدة
تستمد قدسيتها من وحى الله وتعاليم السماء وتعتمد أول ما تعتمد
على الكتاب والسنة :: وتتجه فى الدرجة الأولى إلى
تربية الملكات وإعلاء الغرائز وتهذيب السلوك
كى ترفع الإنسان إلى السمو اللائق بكرامته
وتجعل منه قوة إيجابية فى الحياة
***
ثم كانت الخلافات السياسية والاتصال بالمذاهب الفكرية والمذاهب الدينية الأخرى
وتحكيم العقل فما لا قدرة له عليه :: سبباً فى العدول عن منهج الأنبياء
كما كانت سبباً فى تحول الإيمان من بساطته وإيجابيته وسموه إلى
قضايا فلسفية وأقيسة منطقية : ومناقشات كلامية
أقرب ما تكون الى المناقشات البيزنطيه
ولم يعد الإيمان هو الإيمان الذى تزكو به النفس : أو يصلح به العمل او ينهض به الفرد او تحيا به الأمة
ولقد كان من أثر الخلافات السياسية والعدول عن نهج الفطرة والتأثر بالمذاهب الطارئة
وتحكيم العقل : أن انقسم حملة العقيدة الى مدارس مختلفة كل مدرسة منها
تمثل لوناً معيناً من التفكير : وتستأثر هى وحدها بالحق دون غيرها فى
زعمها ، ومت لم يدخل فى دائرة تعاليمها يعد فى نظرها خارجا عن الإسلام
فمدرسة لأهل الحديث : ومدرسة للأشاعرة : ومدرسة للماتريدية
ومدرسة للمعتزلة : ومدرسة للشيعة : ومدرسة للجهمية
الى أخر هذه المدارس المختلفة المتعددة
المذاهب والمتنوعة الآراء
وأشهر الخلافات التى وسعت الهوة بين الأمة الواحدة هو ما وقع من خلاف بين الأشاعرة والمعتزلة
وكان أهم الموضوعات التى ثار حولها الخلاف هى : ما يأتى
هل الإيمان تصديق فقط أو تصديق وعمل :؟
هل صفات الله الذاتية ثابتة ، او منفية عنه ؟
هل الإنسان مسير او مخير ...؟
هل يجب على الله فعل الصلاح أو الأصلح ، أو لا يجب ؟
هل الحسن والقبح يعرفان بالعقل أو الشرع ؟
هل يجب على الله ان يثيب الطائع وعذب العاصى أو لا يجب ذلك ؟
هل يرى الله فى الآ خرة أو أن ذلك مستحيل ؟
ما حكم مرتكب الكبيرة التى لم يتب منها حتى مات ؟
الى أخر هذه المسائل التى كانت مثار فرقة بين المسلمين والتى مزقت الأمة شيعاً وأحزاباً
ولقد كان من نتائج هذا التنازع ومن آثار هذا الا نقسام أن جنى المسلمون على أنفسهم جنايات خطيرة
فتزعزعت العقيدة فى النفوس : واهتز الإيمان فى القلوب فلم يعد للعقيدة السيطرة على سلوك الأفراد ولم يبق
للإيمان السلطان على تصرفاتهم : وتبع ضعف العقيدة الضعف العام فى الفرد وفى الأسرة وفى المجتمع ، وفى الدولة
وفى كل جا نب من جوانب الحياة وأخذ هذا الضعف يدب فى كل ناحية
حتى أصبحت الأمة عاجزة عن النهوض بتبعاتها والا ضطلاع
بمسئولياتها داخلياً وخارجياً ولم تبق الأمة كما أرادها الله أن تكون
صالحة لقيادة الأمم وهداية الشعوب
وإذا كان سبب تخلف الأمة عن غاياتها الكبرى ، هو ضعف العقيدة
كان من الضرورى : ونحن نعمل على إعادة مجد أمتنا
ان نسعى جاهدين فى غرس العقيدة فى نفوسنا
وان نترسم الخطة التى رسمها الرسول: صلوات ربى وسلامه عليه
فى تعهدها بالتربية والتنمية حتى تبلغ غايتها من القوة
وتصل الى النهاية من اليقين الذى يدفعنا الى مجد الحياة ويرفعنا
الى أسمى درجات العز والشرف
****
وهذا هو منهج الرسل من غرس هذه العقيدة
وهذا ان كان من توفيق فمن الله وان كان من خطأ أو نسيان فمنى
ومن الشيطان
والله ورسوله منه براء
وعوذ بالله ان اذكركم به وانساه
** والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خير الجزاء | |
|
Sohaib عضو مميز
صهيب * أبا يحيى * عدد المساهمات : 133 نقاط : 27624 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 10/05/2009
| |