هبه مشرف
: مشرفة قسم: احياء سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم _قضايا معاصره عدد المساهمات : 133 نقاط : 27748 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 13/05/2009 العمر : 36
| موضوع: مبارك فى واشطن وأومبا فى القاهره... فتش عن المصالح المشتركه !!!! الجمعة 15 مايو 2009, 8:07 am | |
| "مبارك في واشنطن وأوباما في القاهرة.. فتش عن "المصالح المشتركه
إيهاب عمر
في 16 فبراير الماضي، كتبت الواشنطن بوست الافتتاحية الشهيرة التي ترجّح أن المعارضة هي السبب في القرار الصادر بالإفراج عن أيمن نور، وكالمعتاد تم إسقاط جزئيات كثيرة من المقال، إذ إن كاتب المقال يرصد ويعترف بأن الرئيس محمد حسني مبارك قاطع بوش الابن في ولايته الثانية، مرجحاً أن السبب هو جهود بوش الرامية إلى تعزيز ما أسماه التحرر السياسي في مصر، ونسي محرر الواشنطن بوست أن تلك الجهود أوقفها بوش الابن بنفسه عقب صعود حماس إلى السلطة الفلسطينية.ولكن مقالة الواشنطن بوست تعكس رؤية فريق سياسي كبير في الولايات المتحدة الأمريكية غير مرحب بعودة الدفء إلى العلاقات الأمريكية - المصرية، ويفضّل هذا الفريق السياسي الحفاظ على إرث بوش الابن بتجميد العلاقات الأمريكية - المصرية المتميزة، والاكتفاء بعلاقات دبلوماسية باردة؛ لأن العلاقات المتميّزة بين القاهرة وواشنطن تُعطي غطاءًا أمريكيًا ودوليًا للدور المصري الهام، مما يجعل القاهرة تقفز خطوات هامة في المسرح الدولي، كما فعل الرئيس محمد أنور السادات (1918 - 1981) يوماً أثناء حكم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، أو كما فعلها الرئيس محمد حسني مبارك في سنوات حكم الرئيس بيل كلينتون.وفي الواقع إن التجاهل الأمريكي للدور المصري يُعتبر رغبة إسرائيلية في المقام الأول، إضافة إلى توصية من التيارات المحافظة الأمريكية التي ترى أن الدور المصري يعطّل انطلاقه وتسيّد إسرائيل للشرق الأوسط.. وبالفعل رضخ بوش الابن لمطالب شيوخ الحزب الجمهوري وحكّام تل أبيب، ولكن حاكم البيت الأبيض اليوم يختلف عن حاكم الأمس، فالرئيس باراك أوباما لا يخضع إلى إملاءات اللوبي الصهيوني، كما تشير تقارير إسرائيلية، بل إن أحد الصحفيين الإسرائيليين أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عليه أن يفاوض أول رئيس أمريكي لم يعتمد على أصوات اليهود للوصول إلى البيت الأبيض، وأول رئيس أمريكي لا يرتعش أو يتوتر إذا ما جاءته مكالمة من منظمة الأبيك التي تمثّل اللوبي الصهيوني، بل ويمكنه أيضاً أن يتجاهل تلك المكالمة.وخلال ولاية بوش الثانية نجح الأخير في إدخال العلاقات الثنائية مع مصر إلى غرفة الإنعاش، وظن الكثيرون أن تلك العلاقات لن ترى النور لفترة طويلة، على أساس أن الرئيس الأمريكي الجديد سوف يطلب إجراءات إعادة بناء الثقة مرة أخرى، مما سوف يستغرق سنوات عديدة.. ولكن المفاجأة أن الرئيس الجديد اختار إدارة معظمها من المسئولين السابقين لإدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، والتي ترى أن العلاقات مع مصر هي صمام أمان المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، ومع ذلك حاول أوباما الاستماع إلى بعض الأصوات التي ترشّح تركيا للعب دور الدولة المعتدلة في الشرق الأوسط بدلاً من مصر المغضوب عليها من قِبل المحافظين الجمهوريين، أو بدلاً من السعودية التي يرفض ساسة الحزب الديمقراطي أن تلعب ذلك الدور لقربها من ساسة الحزب الجمهوري، وبالفعل زار أوباما تركيا وألقى كلمة هامة، ولكن رد الفعل العربي والإسلامي والدولي لم يكن على المستوى الذي يطمح له أوباما.وهكذا حينما يأتي أوباما إلى القاهرة من أجل إلقاء خطاب إلى العالم الإسلامي، فهو اعتراف أمريكي بزعامة تلك الدولة لهذا الإقليم الجغرافي؛ ولهذا السبب اشتعلت أصوات المعارضة لهذه الخطوة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وحتى في مصر؛ لأن المعارضة المصرية ليس في صالحها أن ترضي واشنطن على النظام الحاكم؛ لأن تلك المعارضة لا تنشط أساساً إلا في الفترات التي تسعى فيها واشنطن إلى ما أسماه محرر الواشنطن بوست بـ"التحرر السياسي في مصر".. ويمكن ببساطة أن نرى الخمول الذي اعترى الحياة السياسية المصرية قبل وبعد الفترة التي ضغطت فيها إدارة بوش الابن من أجل مزيد من الإصلاح السياسي داخل مصر.وفي المقابل يُسافر الرئيس حسني مبارك إلى واشنطن في زيارة هامة خلال الأيام الأخيرة من الشهر الجاري، فللمرة الأولى منذ خمس سنوات تحط طائرة الرئيس المصري في العاصمة الأمريكية؛ لتقطع مصر ما أسماه محرر الواشنطن بوست بمقاطعة مؤسسة الرئاسة الأمريكية.ولكن السؤال.. هل يمكن في زيارة واحدة محو جفاء خمس سنوات؟!..كافة المعطيات تشير إلى أن تلك الزيارة سوف تنجح في ذلك، إذ ترى إدارة أوباما أن توتر علاقة واشنطن بالعالم الإسلامي يرجع إلى قيام بوش الابن بتجاهل قوى سياسية عربية وإسلامية هامة في مقدمتها مصر، كما أن ساسة مجلس النواب والشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية يريدون الاستماع إلى رؤية الرئيس المصري لحل مشكلة الشرق الأوسط، خاصة أن الكونجرس الأمريكي أعيد انتخابه ثلاث مرات منذ آخر زيارة لمبارك إلى واشنطن في إبريل 2004، وبالتالي فإن أكثر من نصف أعضاء الكونجرس الحاليين لم يستمعوا إلى الصوت المصري.كما أن لوبي البنوك والصناعة والسلاح في الولايات المتحدة الأمريكية له علاقات واستثمارات معلنة وشرعية مع النظام المصري، سواء عبر صفقات السلاح التي تُجريها الحكومات المصرية مع شركات أمريكية بإشراف الحكومة الأمريكية، أو محاولات الحكومة المصرية الدائمة لجذب الرأسمالية الأمريكية للاستثمار في السوق المصري. وهكذا يمكن القول إن تدهور علاقات واشنطن مع العالم الإسلامي، إضافة إلى قدرات تركيا المحدودة في إحداث تأثير جذري بالعالم العربي، كانت الأسباب الرئيسية التي جعلت أوباما يُسارع الخطى إلى مصر، ويُقرر استقبال الرئيس مبارك في البيت الأبيض. وهكذا فإن مبارك يزور واشنطن من أجل إصلاح علاقة مصر مع الدولة الأمريكية، في حين أن أوباما يزور القاهرة من أجل إصلاح علاقة الدولة الأمريكية مع العالم الإسلامي، إنها لُعبة السياسة التي لا تعرف إلا لغة المصالح المشتركة.منقولهل تعتقد أنه من المفيد لمصر أن تكون علاقاتها بأمريكا قوية | |
|