بسم الله الرحمن الرحيم
وسائل تبليغ الدعوة :: تمهيد
تبليغ الدعوة الى الله تكون بالقول وبالعمل وبسيرة الداعى التى تجعله قدوة حسنة لغيره فتجذبهم الى الاسلام
ونتكلم عن هذه الوسائل فى ثلاثة فروع متتالية:::
الفرع الاول
التبليغ بالقول :: اهمية القول فى التبليغ
القول هو الاصل فى تبليغ الدعوة الى الله فالقران وفيه معانى الدعوة الى الله هو قول رب العالمين نزل به الروح الامين
محمد صلوات الله وسلامه عليه:: يقول المولى عز وجل
<<وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله >>
وكان تبليغ رسول الله لرسالة ربه للناس بالقول :: قال تعالى
<<قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم >>
وقال ايضا المولى غز وجل
<<قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعآ >>
وكذلك أمر الله رسله أجمعين بتبليغ أ قوامهم رسالة ربهم بالقول المبين
فيقول تعالى [[لقد أرسلنا نوحآ الى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إ له غيره ]]وقال ايضا
<<وقال موسى يا فرعون إنى رسول من رب العالمين >>
فلا يجوز للداعى أن يغفل مكانة القول فى تبليغ الدعوة ولا أثر الكلمة الطيبة فى النفوس
فالقول اذن هو الوسيلة الأصيلة فى ايصال الحق للناس
الضولبط العامة فى القول
يجب أن يكون القول واضحآ بينا لا غموض فيه ولاإبهام ،مفهوما عند السامع لأن الغرض من الكلام ايصال
المعانى المطلوبة الى من يكلمه الداعى فيجب أن يكون الكلام واضحا غاية الوضوح
ولهذا أرسل الله رسله بألسنة أقوامهم حتى يفهموا ما يدعونهم إليه ويستطيعون بيانه إليهم
<<قال تعالى :: <<وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم
ويجب ان يكون الكلام خاليآ من الألفاظ المستحدثة التى تحتمل حقآ وبا طلا وخطأ وصوابآ
وعلى الداعى ان يحرص على استعمال الالفاظ الشرعية المستعملة فى القرآن والسنة
والفرع الثانى
التبليغ بالعمل :: والمقصود بالعمل
نريد بالعمل هنا فى مجال التبليغ إزالة المنكر فعلاوهذا هو الغالب ويجوز أن يكون فى العمل إزالة منكر وإنما
فيه اقامة معروف مثل بناء مسجد أو مدرسة أو نحو ذلك مما يسهل أو يحقق اقامة شرع الله فى جانب من جوانبه ويكون هذا
العمل كدعوة صامتة الى الاسلام ووسيلة فعالة من وسائل نشر الدعوة الى الله تعالى
القواعد العامة إزالة المنكر
والأصل فى إزالة المنكر قوله صلوات الله وسلامه عليه
<<من رأى منكم منكرآ فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان >>
وإزالة المنكر فعلا إزالة لما يمنع الخير او الحق فان المنكر فى الارض يدفع من الحق بقدره او اكثر
مكان زواله او ازالته تيسيرا لتحقيق الحق والخير بين الناس وكان هو من تمام الامر بالمعروف ووجه من وجوهه
القواعد العامة فى إزالة المنكر
فلا بد من فقه وعلم بما يراد إزالته من المنكر من جهة كونه منكرا تجب إزالته
وكذلك الرفق فى إزالنه لأن المقصود إزالة المنكر فعلا وليس المقصود الانتقام ونحو ذلك
فقد روى البخارى :: أن اعرابيا بال فى المسجد فقام الناس ليقعوا فيه :: فقال النبي
صلوات الله وسلامه عليه
<< دعوه وأريقوا على بوله سجلآ من ماء او ذنوبآ من ماء فانما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين >>
الفرع الثالث :: التبليغ بالسيرة الحسنة
اهمية السيرة الحسنة :: من الوسائل المهمة جدا فى تبليغ الدعوة الى الله وجذب الناس الى الاسلام
السيرة الطيبة للداعى وأفعاله الحميدة وصفاته العالية وأخلاقه الواكية مما يجعله قدوة حسنة لغيره
ويكون بها كالكتاب المفتوح يقرأ فيه الناس معانى الاسلام فيقبلو عليها وينجذبون اليها
لأن التأثر بالافعال والسلوك أبلغ وأكثر من التأثر بالكلام فقط
أن الاسلام انتشر فى كثير من بلاد الدنيا بالسيرة الطيبة للمسلمين التى كانت تجلب أنظار غير المسلمين
وتحملهم على اعتناق الاسلام فالقدوة الحسنة التى يحققها الداعى بسيرته الطيبة هى فى الحقيقة دعوة عملية للاسلام يستدل بها غير المسلم
على أحقية الاسلام وانه من عند الله لا سيما إذا كان سليم الفطرة سليم العقل
ومن السوابق القديمة فى اهمية السيرة الحسنة للداعى وأثرها فى تصديقه والايمان بما يدعو إليه أن
السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ::عندما أخبرها رسول الله
صلوات الله وسلامه عليه
بما حدث له فى غار حراء قالت له :: ابشر والله لا يخزيك أبدآ أنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتعين على نوائب الدهر
وفى اوصاف اخر جميلة عدتها من اخلاقه تصديقا منها له واعانة على الحق
وروى أيضا أن أعرابيآ جاء الى النبي :: صلوات الله وسلامه عليه
فقال له :: من أنت :: قاتل أنا محمد بن عبد الله ؟ قال الاعرابى أأ نت الذى يقال عنك انك كذاب ؟
فقال الرحمه المهداه صلوات الله وسلامه عليه : أنا الذى يزعموننى كذلك فقال الاعرابى
ليس هذا الوجه وجه كذاب وما الذى تدعو إليه ؟
فذكر له رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام : ما يدعو إليه من أمور الإسلام فقال له الإعرابى آمنت بك وأشهد
أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدآ رسول الله
فالاعرابى استدل بسمت رسول الله ووجهه المنير الكريم الذى يكون عليه أهل الصدق والاخلاق الكريمة
استدل بذلك على صدقه فما يدعو إليه صلوات ربى وسلامه عليه
أصول السيرة الحسنة
واصول السيرة الحسنة التى بها يكون الداعى المسلم قدوة طيبة لغيره ترجع الى اصلين كبيرين
حسن الخلق ، وموافقة العمل للقول فإذا تحقق هذان الاصلان حسنت سيرة الداعى وكانت سيرته الطيبة دعوة صامتة الى الاسلام
وخاتمة
هذا ما يسره الله تعالى فى بيان اصول الدعوة الى الله تبارك وتعالى فان كان صوابآ فهو محض فضل الله علي
وإن كان فيه خطأ أو زلل فاستغفر الله تعالى والله ورسوله بريئان منه فانى كما قال تبارك وتعالى
على لسان احد انبيائه الكرام
<<ان أريد إلا صلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت واليه انيب >>
وعوذ بالله ان ازكركم به وانساه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خير