التعريف بعلم الفقه والدعوة الى تحصيل

والصلاة والسلام على خاتم النبين سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين

اما بعد
***

التعريف بعلم الفقه والدعوة الى تحصيله

****
علم الفقه يعنى باستنباط الأحكام الشرعيه العملية من أدلتها التفصيلية ، فيبين

الحلال منها والحرام ، والمفروض والمسنون ، والمستحب والمكروه

ويبين الشروط التى يجب توفرها فى صحة العبادات والمعاملات

والأمور التى تؤدى إلى إفسادها وغير ذلك : ويكشف من وراء ذلك

كله عن حقيقة الإسلام وسماحته ويسره ومرونته ، ويقيم الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة

على أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان وأنه الدين الذى لاتستقر الحياة إلا به

ولا تستقيم الأمور بدونه مهما حاول المغرضون والملحدون أن يحطوا من شأنه

ويشككوا فى تعاليمه ، فدين الله حق وقوله فصل ، وحكمه عدل ، والحق أحق ان يتبع

(قال تعالى أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون

فعلم الفقه يرينا كيف يسمو الإسلام بأتباعه بل وتغير أتباعه إن هم طبقوا تعاليمه

وأفادوا علم الفقه هو علم الحياة ، وإن حاجة الناس إلى علم الفقه كحاجتهم إلى الحياة نفسها

من هنا كان طلبه من أوجب الواجبات فعلى المسلم أن يتعلم من فقه الإسلام ما يصحح به عبادته

وما يصلح به وضعه ، ويقيم به عوجه : عليه حتماً أن يعرف ما أحل الله له ،

وما حرم عليه ، وما فرض الله له وما فرض عليه ، حتى يتمكن من امتثال أمره

واجتناب نهيه ، ومن حرم هذا العلم فقد حرم الخير كله

(قال رسول الله : صلوات الله وسلامه عليه : فما يرويه البخارى : من يرد الله به خيراً يفقه فى الدين

أى يعطيه فهماً دقيقاً فى أحكامه ومراميه

ولقد دعا صلوات ربى وسلامه عليه :لابن عباس : رضى الله عنه: بدعوة

كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها فقال : اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل :رواه احمد والطبرانى عن ابن عباس

أى علمه أحكام الدين وحكمه ، وتفسر القرآن الكريم ، وبيان معانيه وعبره

ومن المؤسف حقاً أن يعيش المسلم خمسين سنة أو ستين سنة ، ولا يعرف كيف يتوضأ للصلاة

لأنه لم يكلف نفسه الجلوس فى المجالس العلماء ، ولم تطاوعه نفسه الأمارة بالسوء

أن يسأل عن أحكام دينه الذى يدين لله به ، وهو يعتقد مع ذلك أنه مسلم

ويطمع فى دخول الجنة مع المسلمين : كلا إنه ليس مسلماً حقاً

لأن الإسلام ليس اسماً يكتسب أو ميراثاً يتوارثه الأبناء عن الآباء

ولكنه عقيدة وعمل ، كما جاء عن رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه

(قال : عليه الصلاة والسلام: ( ليس الإيمان بالتمنى ، ولكن ما وقر فى القلب وصدقه العمل

والعمل لا يكون صحيحاً إلا إذا كان رائده العلم

لذا دعا الإسلام إليه ، وحض أتباعه عليه ، وجعله ركناً من أركانه ، وفرضاً من فرائضه

(قال: عليه الصلاة والسلام : (طلب العلم فريضة على كل مسلم

فاشحذ عزيمتك أيها المسلم ، واجمع همتك ، وشمر عن ساعد الجد فى

تحصيل هذا العلم ،فهو من أشرف العلوم وأجلها ، وأنفعها لك

فى الدنيا والآخرة : أسأل الله تبارك وتعالى أن يفتح لنا وإياكم أبواب رحمته

وأن يعلمنا وإياكم من لدنه علماً إنه على ما يشاء قدير

وبالإجابة جدير : وهو نعم المولى ونعم النصير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي الغالية ... مريم

شكر الله لك موضوعك الهام وجعله في ميزان حسناتك

واسأل الله تعالى ان يفقهنا في الدين ويعلمنا التأويل

تقبل الله منك ورزقك الاخلاص